الأخبار والأنشطة

25 نيسان 2025
الجراحة الروبوتية في لبنان خطوة نحو المستقبل

في عصر يطغى فيه الذكاء الاصطناعي وتسطّر التكنولوجيا إنجازات لا تُحصى، كان لا بدّ من مواكبة هذا التطوّر طبياً وجراحياً في لبنان، عبر استحداث الجراحة الروبوتية التي تتيح لجراحين متخصصين إجراء عمليات دقيقة بتحكّم ودقّة ومرونة. فكيف تُنجز هذه العمليات وأين يبدأ دور الروبوت وينتهي؟

الروبوت الجراحي ماكينة تساعد الجرّاح على إنجاز مهام العملية الجراحية سواء جزئياً أو كلياً. حالياً، لا روبوت ينجز عملية جراحية كاملة لوحده، إنما روبوت جرّاح يساعد الطبيب في عملية المنظار على البطن، فيُستخدم في المسالك البولية، على الكلى والمبولة والبروستات وفي الجراحة العامة والنسائية.

 

ويوضح الاختصاصي في جراحة الروبوت بالمسالك البولية الدكتور إيلي الحلو، أننا كنّا في لبنان سبّاقين بعدد العمليات الروبوتية التي تُجرى في الشرق الأوسط، لأن بعض الدول العربية تشتري الروبوت الجراحي من دون استخدامه. لافتاً إلى أن كلفة شراء روبوت العمليات الجراحية مرتفعة، لكن ذلك غير كافٍ، فنحن بحاجة أيضاً إلى تأمين جراحين متخصصين في الجراحة الروبوتية، حاصلين على شهادة تجيز لهم إجراء عمليات مماثلة. ويقول: "عندما تقرر مؤسسة ما شراء روبوت جراحي، يتدرّب عليه الطاقم الطبي كلّه بدءاً من الممرض الذي يناوله المعدات الطبية مروراً بمساعد الجراح وصولاً إلى الممرض الذي يحرك الآلة في الغرفة لتثبيتها في الوضعية المناسبة. وتستغرق هذه التدريبات 6 أشهر قبل تنفيذ أوّل عملية محاكاة، بعدها نستخدم الأنسجة الصناعية ومن ثمّ نُجري عمليات على الحيوان حتى يصبح الطاقم جاهزاً لتنفيذ عمليات على الانسان".

 

لكن، عمَّ ترتكز الجراحة الروبوتية؟ يجيب: "هي جراحة بالمنظار حيث نُدخل الأجهزة عبر شقوق صغيرة، وبدلاً من إمساك المعدات لتحريكها بأنفسنا، نسلّمها لأطراف الروبوت فيما نجلس في وحدة التحكّم لتحريك المعدات والروبوت معاً، بمساندة شاشة ثلاثية الأبعاد".

 

لذلك وجب التوضيح بأن الروبوت لا يقوم بنفسه بالعملية الجراحية، فهو يقطّب ويقصّ وما إلى هنالك، عبر تحكّم الجرّاح به عن بعد. ولكن الروبوت يقدّم دقّة أكثر بفضل المعدات الصغيرة جداً المستخدمة والصورة المكبّرة جداً وأطرافه الشبيهة بحركة اليدين التي يمكن تحريكها بالاتجاهات المختلفة لتنفيذ العملية بدقّة. وردّاً عن سؤال حول إيجابيات الجراحة الروبوتية وسلبياتها، يقول: "إيجابيات العملية الجراحية الروبوتية مماثلة لإيجابيات عمليات المنظار حيث يكون الجرح أصغر، الوجع أقل، الاستشفاء أقصر، العودة إلى العمل أسرع، النزيف أقل، تلبّد المصران أقلّ، الحاجة إلى نقل دم أقل، جرح أجمل وأصغر يقي من إمكانية حدوث التهاب أو فتق، على غرار ما يحصل في الجراحات التقليدية إضافة إلى إيجابيات على صعيد وظائف الأعضاء المستأصلة".

 

إذاً يبقى هامش الخطأ في جراحة الروبوت مماثل لهامش الخطأ في الجراحات التقليدية، ومرتبط بخبرة الجراح، لا بالروبوت بحد ذاته.

 

أمّا التحدي الأكبر الذي يواجهه اللبنانيون في موضوع إجراء الجراحة الروبوتية، فهو ارتفاع كلفة شرائه من قبل المؤسسات وشراء معداته، وحاجته إلى صيانة سنوية مكلفة، ما ينعكس كلفة مرتفعة على المريض تلامس ضعف كلفة عملية المنظار التقليدية. وفي حين تبلغ نسبة العمليات الجراحية بوساطة الروبوت في الولايات المتحدة الأميركية 98 %، لا يزال جزء أكبر من العمليات الجراحية في لبنان يُجرى إمّا عبر جراحة تقليدية أو عبر المنظار بسبب التغطية الصحية التي نسعى إلى تفعيلها مع شركات التأمين بهدف تغطية كلفة الجراحة الروبوتية، بحسب د. الحلو، لافتاً إلى تجاوب بعض الشركات مع هذا التطوّر وتأمينها تغطية تامة للعمليات المماثلة.

المصدر: نداء الوطن 

من نحن

تطلّعاتنا هي تأمين عمل لائق ودخل مستدام ومستقر لضمان التنوع الصحي للمجتمع اللبناني والعمل على تشجيع الأفراد اللبنانيين على المساهمة الفعالة في بناء الأمة من خلال مؤسسات القطاع العام.