صحيح أين صوت الكنيسة؟
أينه في حث الشباب المسيحي على الانخراط في الجيش اللبناني؟
أينه في اظهار الفوائد الوطنية الكبيرة، والكثيرة، من هذا الانخراط؟
صوت الكنيسة له صدى فعّال في نفوس أبناء الكنيسة "الواحدة الجامعة الرسولية"، فأين هو يا أيها المتحدثون باسم الكنيسة؟
منابر الكنيسة على مستوى لبنان كله، والجيش اللبناني هو جيش اللبنانيين جميعا"، ومن واجب منابر الكنيسة أن يكون انخراط أبنائها وبناتها في الاسلاك العسكرية قضية أساسية من قضايا الكنيسة.
قد يتهمني بعض "اللاّ بعض" بالتعصب الديني والطائفي. معليش، فلتنق الضفادع في مستنقعات الجهل والقذارة الفكرية. أنا، شخصيا"، علماني الفكر والنهج ولكنّي لبناني متعصب للبنان اللبناني ولا انتساب.
اعرف من المراجعات اليومية المكثّفة لطالبي العمل، ان في لبنان عددا" كبيرا"، وكبيرا" جدا"، من ذوي المؤهلات العلمية المتواضعة ويفتقرون الى الحد الأدنى من المعرفة في التقنيات المتطورة التي يطلبها مجال العمل في القطاع الخاص، بينما الوضع خلاف ذلك في الاسلاك العسكرية، وخصوصا" في الجيش، ومع ذلك نرى هذا العزوف المستغرب عن ولوج باب هذه الفرصة.
اسمعوا هذه القصة التعيسة: جاءتني سيدة برفقة ابنها العاطل عن العمل تطلب له عملا". واكتشفت بعد "استنطاقه" انه بريء من كل ما له علاقة بمتطلبات الوظيفة التي ينشدها. قلت له: "انصحك بالتطوع في الجيش والفرصة متاحة راهنا". وكانت المفاجأة "المعيبة" صرخة والدته: "ابني يعمل عسكري جيش؟! ابدا" مش معقول"!
من زمان سأل "الاخوان رحباني" بلسان الفنان صلاح تيزاني (أبو سليم الطبل). أمثال هذه السيدة:"بدكن دولة؟ روحو اشتغلوا تا يصير عندكن دولة؟" رحم الله العبقريين الخالدين عاصي ومنصور الرحباني.
ان جيش لبنان هو جيش كل لبنان وجميع اللبنانيين، ولذا مسؤولية كل لبناني ان يسعى ليكون التوازن الوطني هو ميزة هذا الجيش. ان التوازن في الجيش هو صمام الأمان للتوازن الوطني اللبناني. وطالما لكل قبّان "بيضة " فان الجيش هو بيضة هذا القبّان. "ومن له اذنان سامعتان فليسمع" وسيحاسب التاريخ والمستقبل الذين لم يسمعوا وسيكون الحكم قاسيا"... وعادلا".