كتب حكمة ابو زيد في الشراع
لا يتعب الاب أنطوان خضره، مؤسس ومدير مؤسسة "لابورا" من دعوة المسيحيين الى الانخراط في وظائف الدولة المدنية والقضائية وكذلك في الاسلاك العسكرية على أنواعها. وكانت آخر صيحاته منذ عدة أيام لمناسبة فتح باب تطويع 1500 عنصر في الجيش!!
يشكو المسيحيون من تقلص وجودهم في المؤسسات الرسمية ويحجمون عن الانخراط في هذه المؤسسات!! غريب هذا المنطق وأعوج! تدعوك الدولة يا حضرة المسيحي الى المشاركة في امتحانات الدخول الى مؤسساتها فلا تلبي دعوتها وتروح توّن وتعن وتبكي على ماضٍ لك في هذه المؤسسات الرسمية!
عليك ان تفهم يا حضرة الونّان ان الطبيعة لا تقبل الفراغ وأنها تستقبل بالأحضان من يرغب في ملئه. هذه سنّة الطبيعة وسنّة انتظام العمل في المؤسسات رسمية كانت ام خاصة.
يزعم بعضهم ان تجارب المشاركة في امتحانات الدخول غير مشجّعة، وأن نسبة نجاح المسلمين فيها كانت، دائما"، راجحة على نسبة نجاح المسيحيين. سمع الاب طوني خضرا هذا الكلام فأسس "لابورا" وجعلها مدرسة لتعليم روادها، من كل الطوائف، كل ما له علاقة بامتحانات الدخول " من الألف الى الياء" كما يقولون، فارتفعت نسبة نجاح المسيحيين في امتحانات الدخول، خصوصا" في الوظائف الما فوق كاتب أو دركي أو عنصر عادي في الاسلاك العسكرية. لماذا؟ لان الحضور المسيحي كان فاعلا" وكثيفا" ومتميزا" بمستوى علمي وثقافي مكّنه من التفوق.
ولكن هل المؤسسات الرسمية على أنواعها هي فئة أولى أو ثانية أو ثالثة؟ لا. هناك الفئات الرابعة والخامسة والسادسة وهي شرايين الإدارات الرسمية، ودورها أساسي في ضخ دم إنجاز المعاملات أو دفنها. لا يسكر المسيحيون، وقادتهم، بزبيبة المناصفة بينهم وبين المسلمين في وظائف الفئة الأولى في حين تمتلئ خوابي غيرهم بدبس عنب الكروم. والغريب جدا" ان القادة المسيحيين المختلفين على كل شيء حتى كسر العظم متفقون على الامتناع عن دعوة الشباب المسيحيين الى الانخراط في صفوف الجيش ثم يملأون الدنيا صراخا" يطالب بأن يكون الجيش، وحده، المسؤول عن حدود لبنان وعن فرض سيادة الدولة على كل شبر من أرضها.
يا قادة الأحزاب المسيحية: " تريدون ان يكون الجيش وحده، من يحمل السلاح ويصون السيادة الوطنية؟؟ حمسوا انصاركم على الانخراط في صفوفه. افعلوا ما يفعله الاب الخضرا وحرضوا انصاركم على الانخراط في الجيش. أطلّوا على شاشات التلفزيون، اعقدوا الاجتماعات والندوات، وزعوا المنشورات. اجعلوا المسألة قضية وطنية أولى، بل مسيحية بامتياز، ليتحقق التوازن المطلوب، والضروري، في المؤسسة العسكرية الام.
"وما نيل المطالب بالتمني / ولكن تؤخذ الدنيا غلابا"
أيها القادة المسيحيون: بدكن يضل للمسيحيين وجود ودور بلبنان شجعوا ابناءكم وانسباءكم على الانخراط في الجيش. " شخصيا" نفذّت على وحيدي أمل قانون " خدمة العلم" – يوم كان قائما ونافذا" – مع انه كان يعفي الابن الوحيد من هذه الخدمة! قللوا الحكي ونفّذوا عمليا".
لابورا تطلق حملة "معك يا وطن لأبعد الحدود"