تُعتبر مدينة كميل شمعون الرياضية أكبر منشأة رياضية في لبنان، وشُيّدت في الأصل لتكون رمزاً رياضياً وحضارياً، تحتضن مباريات كرة القدم وأحداثاً رياضية ضخمة تجمع الناس من كل المناطق، إلا أن دورها تغير مع اشتداد الحرب الإسرائيلية على لبنان وتحولت إلى مركز إيواء طارئ للنازحين، بعدما بلغت مراكز الإيواء الأخرى سعتها القصوى ولم تعد قادرة على استيعاب المزيد من العائلات.
مع تزايد أعداد النازحين، بات التحدي الأكبر هو إيجاد مساحات واسعة تتسع لهم وتوفر حداً أدنى من الأمان والرعاية.
في البداية، اتجهت الأسر المتضررة إلى مناطق في الشمال والجبل وبعض مناطق بيروت.
لكن الضغط المتزايد على هذه المراكز دفع السلطات إلى اتخاذ قرار بتحويل مدينة كميل شمعون الرياضية إلى موقع لإيواء النازحين، كحلّ إضافي، مع تزايد أعداد النازحين يوماً بعد يوم.
تجهيز الملعب لتلبية احتياجات النازحين
وقد انطلقت عملية تجهيز الملعب بتعاون بين جمعية بنين وبدعم من الجاليات اللبنانية في الخارج، سعياً لتوفير بنية تحتية تلبي احتياجات النازحين.
ويعمل المنظمون حالياً على تأمين المرافق الأساسية كدورات المياه ومطابخ وغرف نوم، وذلك لاستقبال ما بين 800 إلى 1000 شخص في المرحلة الأولى من هذا المشروع الإنساني.
وفي خطوة تهدف إلى تنظيم عملية الإيواء، قام فوج حرس مدينة بيروت بتسجيل الأشخاص والعائلات الذين وجدوا أنفسهم في الشوارع من دون مأوى، ليتم تحويلهم إلى المركز فور جاهزيته. كما تستعد الجهات المعنية لاستكمال التجهيزات خلال أسبوع، ليتمكن المركز من استقبال ما يصل إلى عشرة آلاف نازح في المراحل المقبلة، مما يجعله أحد أكبر مراكز الإيواء الطارئة في لبنان.
تعاون بين جمعية بنين والسلطات
كما أعلنت غرفة إدارة الكوارث والأزمات في محافظة بيروت في بيان، أنه وبناءً لتوجيهات رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الداخلية بسام مولوي، «يسعى محافظ مدينة بيروت مروان عبود بالتعاون مع جمعية بنين إلى استضافة النازحين الموجودين ضمن نطاق المحافظة إلى هذا المركز أيضاً، وفق قاعدة بيانات إحصائية تم إعدادها مسبقاً.
هذا التحول في استخدام الملعب يعكس التحديات التي تمر بها البلاد، حيث لم تعد الرياضة وحدها كافية لتجمع اللبنانيين في ظل الظروف القاسية، بل باتت المنشآت الرياضية نفسها جزءاً من الحلول الإنسانية.